أفتتح صباح اليوم السبت 5 شعبان 1434 هـ الموافق 15 حزيران 2013 م
وضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي التاسع دار الكفيل
للطباعة والنشر والتوزيع التابع للعتبة العباسية المقدسة، وقد جرى حفل
الافتتاحي في بناية الدار الواقع في منطقة الإبراهيمية على طريق(بابل
– كربلاء).
وأستهل الحفل بتلاوة لآي من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الدولي الحاج
أسامة الكربلائي ثم بعدها كلمة سماحة الأمين العام للعتبة العباسية
المقدسة السيد أحمد الصافي والتي رحب فيها بالحضور الكريم وقدم الشكر
لهم على حضورهم في هذا الحفل .
ودعا في بداية الكلمة على أهمية أن لا تأخذنا النشوة بالمشاريع وننسى
الهدف الأكبر الذي بدأت فيه هذه المشاريع وألا وهي رضى الله سبحانه
وتعالى.
وأضاف نحن خلال عملنا في خدمة العتبات المقدسة نشعر بالأسى من جهة
والخجالة من جهة أخرى، نحن نشعر بالأسى إزاء تأريخ كتب ولم يعطي
العتبات المقدسة حقها، لذا عانت من الإهمال ولم تنل العناية في سياسات
سابقة لا تخفى على أحد، ونشعر بالخجالة لأننا يجب أن نتسابق مع الزمن
ولابد أن تكون كل لحظة نقضيها في هذه الخدمة تعادل عشرات السنين من
الزمن الماضي.
مبيناً "أن كل عمل يحتاج إلى مقومات فالأمن وحده لا يكفي بل نحتاج إلى
أشخاص كفؤين أصحاب جدارة يؤمنون بالعمل إضافة إلى الجانب المادي الذي
لا بد من أن يرتكز عليه كل مشروع، وديوان الوقف الشيعي كان خير الداعم
لكل مشاريع العتبات المقدسة".
وأضاف الصافي "إن العراق بلد حضاري مثقف بل أسس ثقافة كبيرة على هذه
الأرض سواء كانت في بغداد أو النجف الأشرف أو الحلة الفيحاء أو كربلاء
المقدسة أو باقي المدن، لذا كان لزام علينا أن نسير مع هذا الركب
الثقافي، فأسست مشاريع العتبات المقدسة، فمنها مشاريع عمرانية خدمة
للزائر الكريم ومنها مشاريع استثمارية شملت بعض احتياجات الطبقات،
وبعض المشاريع تدعم الواقع الثقافي ومن ضمنها هذا المشروع ومشاريع
أخرى".
موضحاً "الطباعة والنشر اليوم عامل مهم في نشر الثقافة، لذا نحن
حريصون على نشر الثقافة الرصينة الواعية التي لها جذور، وهذا المشروع
المبارك لا يكتمل إلا بتتمة تأتي من المثقفين والأكاديميين ورجال
الدين، الا وهي نتاجاتهم الفكرية والثقافية".
مؤكداً "سنحرص قدر الإمكان أن تكون هذه الدار دار تتعامل مع الكتاب
الرصين الواعي" .
لتأتي بعدها كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري
والتي بين فيها " يأتي هذه المشروع ضمن اهتمامات العتبة العباسية
المقدسة بالعلم والفكر والثقافة وتركيزها على الغذاء الروحي، وأود أن
أوضح وأشير لموضع مهم وهو أن العتبة المقدسة خلال أقامتها لهذا
المشروع (دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع) إنه ينضوي ضمن مشاريعها
التي تسعى من خلالها لمرضاة الله تعالى، والبعيدة كل البعد عن مفهوم
التجارة الربحية ".
موضحاً "هناك نقطة مهمة وحيوية ينبغي التركيز عليها ووضعها ضمن
اولويات عمل هذا الدار، وهو تشكيل لجنه علمية تتألف من أناس ذو خبرة
واختصاص تأخذ على عاتقها الإشراف على النتاجات التي تروم الدار
طباعتها وتسويقها، والذي يجب أن يكون وفق الموازين العلمية والتي
تتناغم وتتماشى مع فكر ونهج أهل البيت عليهم
السلام".
واضاف السيد الحيدري "مادام هذا المشروع ليس ربحياً، لذا من الضروري
تبني الأفكار البناءة وانا واثق من الإدارة لم تفتها هذه النقطة
المهمة، فنبارك للعتبة العباسية المقدسة هذه الجهود التي بذلتها في
أنشاء واقامة هذا الصرح الفكري وسنعمل على دعمها ومساندتها من أجل
المساهمة بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام والذي هو امتداد لفكر النبي
صلى الله عليه واله والقران الكريم".
جاءت بعدها كلمة المشرف العام لدار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع
عضو مجلس ادارة العتبة العباسية المقدسة الأستاذ ميثم الزيدي والتي
أوضح فيها "أن العراق هو أرض الأنبياء والأوصياء، أرض الأئمة الأطهار
عليه السلام وعلى ثراه قامت أقدم الحضارات، في العراق كانت أول
المحاولات للطباعة وذلك عام 5000 قبل الميلاد خلال حضارتي البابليين
والسومريين، وكانت في كربلاء المقدسة كانت أول مطبعة
حجرية".
مضيفاً "مشروع دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع هو مشروع ثقافي
وليس صناعي، ولو كان صناعياً لاكتفى بكونه مشروع مطبعة فقط وليس
داراً، وأصحاب الفن يعلمون ما أعني".
وبين الزيدي "تقدمت العتبة العباسية المقدسة لغرض الشروع بهذا المشروع
عام 2008م، من خلال دراسة قدمت لديوان الوقف الشيعي، وفي عام 2009
حصلت أولى الموافقات، واستغرقت فترة المفاوضات والتباحث أكثر من سنتين
لتشهد سنة 2011م، توقيع العقد مع شركة هايدلبرج الألمانية وعن طريق
منفذها في الأمارات".
موضحاً "الخط الطباعي بشكل عام هو الأحدث على مستوى الشرق الأوسط
وتدار من قبل كادر عراقي تم زجه بدورات داخل وخارج العراق من أجل
زيادة الخبرات والاطلاع على التقنيات التي تم تصنيع هذه الأجهزة بها،
وهي أول مطبعة رسمية تحصل على أجازه عمل رسمية بعد سقوط اللانظام عام
2003م اضافة لحصولها على أربع وكالات ورق المكتب والأوفست
وغيرها".
مختتماً قوله "طموحنا رفع جودة المنتج وتقليل الكلفة والعمل على دعم
الحوزة العلمية المباركة والمؤسسات الثقافية والتعليمة وطبع
نتاجاتها".
ثم تلاه عرض تقديمي ببرنامج البور بوينت قام به الأستاذ جسام السعيدي
مسؤول للجنة الإعلامية لافتتاح الدار بين من خلاله أهم المواصفات
الفنية لأجهزة الدار أضافة لأهم المراحل التي مر بها
المشروع.
وأختتم الحفل بتوزيع الهدايا التقديرية لكل من ساهم بإنجاز هذا
المشروع أضافة لتوزيع الجوائز على الفنانين الفائزين بالمسابقة التي
أقامتها دار الكفيل تحت عنوان المعرض الفني السنوي الأول لاختيار أفضل
عمل فني ومن خلال لجنة أعدت لهذا الغرض.