2013/06/15 - 12:36
561
السفارة الألمانية في بغداد لدى افتتاح دار الكفيل للطباعة: إذا لم تُطْبَعُ الكتبَ في كربلاء, فأين يَجِبْ أن تُطْبَعُ؟
ضمن حفل افتتاح دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع في العتبة العباسية المقدسة، صباح اليوم السبت 5 شعبان 1434 هـ الموافق 15 حزيران 2013 م، ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي التاسع الذي تقيمه وتموله العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، جاءت كلمة السفارة الألمانية مميزة، والقاها الدكتور كلاوس هات ماير مدير الدائرة الاقتصادية في السفارة، وجاء فيها: 
" أشكر لكم بدايةً كلمات الترحيب الرقيقة، إسمحوا لي أن أؤكّد لكم عظيمَ الشرف لحديثي أمام هكذا أُناسٍ متميّزين، إنّي متعلّق بمدينة كربلاء منذ مدة طويلة، زيارتي الأولى لها كانت في العام 1985، في العام الماضي قمتُ بزيارة كربلاء والنجف ثلاث مرّات، لقد أُعجِبتُ كثيرًا بالتطوّر الحاصل في هذه المدينة والجهود المبذولة من قِبَلِ المُدُن الشيعية والعتبات المقدَّسة". 
مضيفاً "قبل يومين كنتُ في حفل افتتاحِ في مهرجان ولَادة الإمام الحسين عليه السلام (ربيع الشهادة الثقافي العالمي التاسع)وكذلك في حفل افتتاح مطبعة الوارث التابعة للعتبة الحسينية المقدّسة، جئتُ اليوم من بغداد حيث أُديرُ هناك مكتب الاقتصاد في السفارة الألمانية، يُسعدني طبعًا أنّكم شيّدْتُم اليوم مطبعةً ألمانيةً بمكائن ألمانيةٍ كمّا هو الحال في مطبعةِ الوارث، لقد عَمِلَ الكثيرون في هذا المشروع، السفارة الألماينةُ أيضًا كان لها دورٌ فيه عن طريق تجاوز البيروقراطية وتسهيل إرسال المهندسين إلى ألمانيا لغَرَضِ التدريب". 
وبين الدكتور كلاوس"المطابع ومكائن الطِبَاعة لها تأريخٌ طويلٌ في أوربا حوالي العام 1450 اخترع يوهانس غوتنبرج طِباعة الكُتُب، أوّل كتابٍ طُبِعَ بالعربيّة كان القرآن الكريم والذي طُبِعَ في إيطاليا, في العام 1500بدأت طِباعة الكتب في البلدان العربيّة في وقتٍ متأخّرٍ بعضَ الشيء السبب الرئيسي في ذلك, أنّ الدولة العثمانية آنذاك قد مَنَعَت المسلمين من طِباعة الكُتُب والمخطوطات باللغة العربيّة". 
مبيناً "لهذا كانت الكتب والمخطوطاتُ تُنْسَخُ باليد حتى القرن التاسع العشر، في العراق كانت أوّل مطبعةٍ أُسِّسَتْ في بداية القرن التاسع عشر, في الكاظمية, الموصل وكربلاء، والتي تدلّ على أنّ الشيعة هم مَنْ أَدْخَلَ فَنّ الطِباعة، كما وَجَدْتُ في كتابِ خالد حبيب الراوي "من تأريخ الصحافة العراقية" الذي طُبِعَ في العام 1978". 
وأوضح "أَصْبَحَ اليوم للطِبَاعةِ تأريخٌ في العراق، شخصيّا درستُ لثماني سنين في الجامعة اللغة العربيّة, الديانة الإسلامية, الفلسفة والمخطوطات العربيّة، لذلك يُسعدني أن أحضرَ افتتحاح مطبعتَينِ في آنٍ واحدٍ في مدينة كربلاء". 
مضيفاً "تُعَدُّ كربلاء مركزًا مهمًّ للعلوم والمعارف الإسلامية، لهذا السبب يأتي السؤال: إذا لم تُطْبَعُ الكتبَ في كربلاء, فأين يَجِبْ أن تُطْبَعُ؟ للإسلام موقفٌ معروفٌ من العلم والتعليم, المسلم الحقيقي يَجِبُ أن يَطْلُب العِلمَ حتى المَمَات، ولقد ذَكَرَ القرآن عِدّةَ أمثلةٍ على الحثِّ على التعليم. مثلًا:"إنّما يَخْشَى أللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ"هذا إضافةً إلى العديدِ من الأمثلة". 
مبيناً "كلُّ مثقّفٍ عربيٍّ يعرفُ مَقُولَةَ المتنبّي:"أَعَزُّ مكانٍ في الدُنَى سَرْجُ سابحٍ – وخَيرُ جليسٍ في الزمانِ كِتَابُ" لقد عنى المتنبّي أيضًا أنّ على الجميع أن يُكرّسَ حياته للعلم والكُتُبِ ويستخلصُ منها ما هو مفيدٌ لَهُ، والمتنبّي نَفسُهُ أحدُ زُعَمَاءِ الأدب العربيّ ". 
مختتماً قوله "إنّ إنشاءَ المطابِعِ في كربلاء يمهّد الطريق أمام طِباعةِ الكُتُبِ التي تَنْشُرُ الفكرَ الشيعي الصحيح – البعيدَ عن الطائفيّة، أرجو من الله أنْ يوفّقَ العراقيين جميعًا إلى طريقِ الوحدةِ والتآلُفِ خِدْمَةً لهذا الوطن، وأَخْتِمُ كلامي بحديث للإمامِ عليٍّ عليه السلام:"لا غِنَى كالعَقْلْ, ولا فَقْرَ كالجَهْلْ, ولا مِيرَاثَ كالأدبْ, ولا ظَهِيرَ كالمُشَاورةْ".

1161-1

1161-1